فى الذكرى العشرين لإستشهاد محمود حسب ....

" تساؤلات تحتاج الى اجابة من السيد/ عبدالله آدم"

(الجزء الأول الحلقة الأولى)

بقلم: صالح محمد الحاج محمود

mohammadsalih1@hotmail.com

مدخل:

كثيرة هى أحداث التصفية الجسدية الغامضة  التى مرت  ومازلت تمر على المسيرة النضالية للشعب الأرترى.  واكبت هذه الأحداث  جميع  المراحل النضالية المختلفة للشعب الإرترى ،ابتداءا من مرحلة الكفاح السلمى متبوعة  بالكفاح المسلح  حتى  تحرير التراب الوطنى ومستمره الى يومنا هذا تحت رعاية وتنفيذ نظام اسمرا الدكتاتورى، المتبنى لهذا المسلك كنهج سياسى وحيد ومألوف لضمان استمراريته من خلال اتباع وتطبيق نهج  الأرهاب  وافشاء الرعب  وقطاع الرقاب والألسن والتصفية الجسدية لمعارضى نهجه وسياسته هذه.

كل مرحلة من هذه المسيرة النضالية الطويلة ،  كانت حافلة بأسماء وطنية كُتب اسمها بأحرف من نور فى سجلات البطولات التاريخية، بتحملها لمسئولياتها الوطنية و بتضحياتها ونضالاتها  الوطنية التىتقوم بها من اجل مواجهة اعداء الحرية دون النظر الى المصالح الشخصية الضيقة الأفق، او  بإستشهادها فى ساحات المعارك او بتصفيتها جسديا من خلال عمليات غادرة-  نفذها الأستعمار اولا، واستمر تتار ارتريا فى تنفيذها ثانيا.

وبالرغم من ان كل عملية غدر كانت تترك وراءها ضحية ،  الا انها كانت تترك ايضا  بالمقابل وراءها آثار و ادلة دامغة تقودنا  الى التعرف على الأيادى الجبانة الخفية التى كانت وراء تنفيذ ذلك الغدر.

ومما لاشك فيه ، ان ه وفى كل حالة غدر لم يكن الأمر ان  ينتهى بمجرد الأعلان عن سقوط الضحية، بل على العكس  من ذلك تماما، ان  اعمال الغدر تلك، كانت  تزيد من عزيمة واصرار اصحاب الضمائر الحية النابضة والأجيال الصاعدة  فى  الأستمرار و المضى قدما فى ذلك الشهيد  وتلك الضحية. ايضا السعى والأجتهاد من خلال اجراء بحوثات دقيقة وطرح اسئلة منطقية ذات صلة  بالحدث من اجل  اكتشاف الحقائق التى تثبت ادانة الجانى للأقتصاص منه، حتى لايضيع دم ابطالنا هدرا.

انطلاقا من هذا المنطق ، وددت  من خلال قلمى هذا ان اشارك اصحاب تلك القلوب النابضة ، بهذا المجهود المتواضع منى و الذى يتمثل فى  ايصال اسئلتهم الى منتديات نقاشات وحوارات الرأى العام المحلى والعالمى  من خلال سلسة سأتناول فيها  طرح تساؤلات متدوالة يمكن طرحها من قبل رجل الشارع البسيط ، او من نخبة المثقفين والسياسين  وذوى الخبرات والمتخصصين فى مجال الحقوق والقانون.

 بجانب التساؤلات سأتناول فى هذه السلسة ، مواضيع مختلفة يكون ضيوفها اعضاء قيادية  سابقة او حالية فى نظام اسمرا الدكتاتورى او قياديين فى المعارضة الأرترية او اى شخصيات ارترية اخرى مستقلة من المثقفين او العامة ذات صلة بإعمال اجرامية تم تنفيذها  ضد هذا الشعب البرئ وذلك بغية توسيع مجال البحث والدراسة  لكشف وتعرية مرتكبى الجرائم .

ستتكون هذه السلسلة من عدة اجزءا ، وكل جزء سيتناول حدث معين او شخصية تاريخية معينة سقطت كضحية بفعل عملية غدر.

 وبالمقابل سيتم طرح تساؤلات على من له صلة مباشرة او غير مباشرة فى تنفيذ جريمة الغدر تلك، وذلك  بالأستناد على  معلومات مادية ملموسة وصحيحة مائة بالمائة ووقائع تاريخية وجغرافية ذات صلة بحدوث الجريمة.

فى الجزء الأول  سأتناول الشهيد البطل محمود حسب  كضحية ، والسيد عبدالله آدم كضيف حلقة توجه اليه  تساؤلات، ننتظر رده ،لعل وعسى ان اجابته ستكشف النقاب  مجريات جريمة إغتيال الشهيد محمود حسب .

وهنا  اود الأشارة الى ان اختيار السيد عبدالله كضيف لهذا الحدث المؤلم لم يكن مجرد عملية اختيار عشوائية او مزاجية ولكن لأسباب منطقية سيتم سردها هنا  لاحقا فى الموضوع  الرئيسى من هذا الجزء وهذه الحلقة.

كما اود ان انبه عناية القارئى الكريم ان  الحلقات الثلاثة او الأربعة الأولى من هذه السلسلة، سيكون ضيفها ايضا السيد/ عبدالله آدم ولكن فى احداث اخرى  ذات صلة بضحية اخرى.

ومع اعتذارى فى الأطالة فى المدخل، استهل الحديث عن الموضوع الرئيسى لهذه الحلقة تحت عنوان (فى الذكرى العشرين لإستشهاد محمود حسب)

عشرون عاما مضت على استشهاد المناضل البطل محمود حسب.

مضى البطل بعد ان سطر صفحات بيض فى " سفر" مسيرته النضالية.

كان "حسب" ضحية عملية غادرة نفذها انصار الظلام ودعاة الأقصاء والأنفراد بالقرار.

كانت العملية جزا من مخطط طويل الامد بدأَ بتصفية مجموعة "عصابات اسمرا" التابعة لجبهة التحرير الارترية فى بداية السبعينات ، وتحديدا قبل عقد المؤتمر الوطنى الأول لجبهة التحرير الارترية.

واستمر تنفيذه فى تصفية مجموعة " منكع" فى صفوف " صلفى" ناظنيت" وقبلها التصفية الجسدية ل "ابرهام تولدى".

القائمة طويلة، ويكفى الإشارة الى التصفية الجسدية لكل من  الشهداء "تسفا ماريام ولدماريام"  ،  "قويتئوم"،  "ارتكؤ احدقو"  ،   " ابراهيم عافا" و  " على  ابراهيم".

وفى هذا السياق اغتيل الشهيد "عندى برهان" قائد  الحركة الدمقراطية الإرترية" فى اثيوبيا.

كانت التصفية الجسدية للشهيد البطل "حسب" جزأ من مخطط لإغتيال كوكبة من رموز جبهة التحرير الإرترية ضمت الشهداء سعيد صالح،  ولدى داويت،   هنقلا،  وآخرين فى محاولة لإسكات الصوت المعارض لنهج التصفية والإنفراد  الى الأبد.

وتستمر "الزمرة" الحاكمة فى اسمرا فى تنفيذ مخطط التصفية الجسدية بإعتباره النهج الوحيد لإسكات المعارضين والمشكوك فى ولائهم.

نؤمن بان اسقاط النظام الدكتاتورى واقامة بديل دمقراطى يتطلب تبنى استراتجية واضحة المعالم، وخوض نضال مكثف تساهم فيه كافة القوى السياسية والإجتماعية. ويأتى ضمن تلك الأستراتجية كشف وتعرية المخطط التصفوى.

ولاشك ان القيادات والكوادر التى انسلخت من النظام الدكتاتورى وانحازت الى معسكر المعارضة افضل من يستطيع كشف المخطط التصفوى وتعرية " الشبكات"  المنتشرة داخل وخارج الوطن والمكلفة بعملية الإغتيالات وارهاب الإرتريين فى الداخل والبلاد المجاورة.

ولاشك ايضا ان ذلك سيلعب دورا هاما فى تعزيز الثقة بين مختلف التنظيمات المعارضة.

لنعد الى العملية الغادرة التى راح ضحيتها الشهيد "حسب".

 فى تلك الليلة المشئومة كان يتواجد فى مكتب" الجبهة الشعبية" فى كسلا ممثل التنظيم "عبدالله آدم" ومسئول الأمن "برخت".

كان السيد/ عبدالله آدم عضو فى" اللجنة المركزية". وكلف فى فترة سابقة مع الشهيد "على ابراهيم" ، الذى قضى نخبه فى ظروف غامضة بقيادة الوحدات العسكرية فى "بركة" و "القاش"

لهذا  فقد كان يحظى فى تلك الفترة بثقة القيادة المتنفذة فى "الجبهة الشعبية"

اذن لا يمكن تغييبه عن كاة مراحل العملية الغادرة. واعنى بتلك المراحل:

- خطة الإغتيال

- الأعداد والتجهيز للإغتيال

- تنفيذ الإغتيال

- معالجة آثار العملية

وتحديدا اكان من المنطقى ان يتحمل السيد/ عبدالله آدم  مسئولية تخفيف الأضرار المترتبة على اغتيال الشهيد "حسب" سواء اكانت سياسية او تنظيمية او امنية. ولايمكن ان يقوم بتلك المهام دور الإحاطة بمجريات الأمور.

كانت  عملية اغتيال الشهيد / حسب جزء من مخطط تصفوى لايزال تنفيذه داخل الأرض الوطن وخارجه.

لهذا فإن المهمة  الأولى للقيادات والكوادر التى اتسلخت من النظام الحاكم وانضمت الى المعارضة، وفى مقدمتها مسفن حقوص، عبدالله آدم، ادحنوم قبر ماريام" ، كشف وتعرية هذا المخطط.

ولا اعتقد اننا نتجاوز الحقيقة اذ قلنا ان هذا  هو المحك فى مصداقية اى معارض يناضل ضد الدكتاتورية.

من هذا المنطلق والمنطق نتسائل عن اسباب صمت وتكتم  السيد/ عبدالله آدم  ولاسيما قد اصبح عضو قيادى فى" جبهة الإنقاذ الوطنى الإرترية" عن كشف ملابسات جريمة اغتيال الشهيد البطل محمود حسب  وخاصة انه  كان  حاضرا على مسرح الجريمة فى ليلة الإغتيال بكسلا -  كممثل"للجبهة الشعبية".